والصلحاء وقتئذ في العلم والعمل، اه ". وفي تاريخ ابن الحاج أن شرح المترجم على الاكتفاء للكلاعي في السير ليس له نظير، في عدة أسفار، بلغ الغاية في تحرير كل ما يحتاج إليه وهو يدل على أن مؤلفه حاز من العلوم مقام الأئمة الأبرار. وذكر أن شيخه سيدي محمد بن عبد القادر الفاسي هو الذي أذنه في الشرح المذكور وقال له: قم بهذا الوظيف فإنه دين على المسلمين، وشرح منه نحو كراسين وذهب بهما إلى شيخه سيدي محمد فاستحسن صنيعه ولم يتيسر له التمام، لعدم وجود الكتاب في المغرب التي فيها المرام. ولما حج عام 1141 جمع الكتب من المشرق وأتى بها لهذه الحضرة وبقي في تبييضه ستة عشر عاماً وسمى هذا الشرح: " معاني الوفا بمعاني الاكتفا " ومن تصانيفه كتاب في فضائل الحرمين الشريفين وتوضيح حدودهما وأوليتهما وغير ذلك مما لا يجمل بالمؤمن جهله مع فضائل الحج ووجوبه وترتيب مناسكه ومتعلقاته، اشتمل على مقدمة وتسعة عشر باباً وخاتمة، منها الباب الثامن عشر في ذكر من لقيه بالحرمين الشريفين وغيرهما من علماء الإسلام، وقد وقفت على الكتاب المذكور وهو في مجلد إلا أنه في الباب المذكور أحال على رحلته الصغرى ولم يزد.
يروي عامة عن أبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي وأبي العباس أحمد بن العربي ابن الحاج وأبي عليّ اليوسي والقاضي أبي مدين بن الحسن السوسي المكناسي وأبي الحسن عليّ بركة التطواني والقاضي سعيد بن أبي القاسم العميري وأبي عبد الله المسناوي وأبي مروان عبد الملك التجموعتي والعارف أبي العباس أحمد بن ناصر الدرعي وأحمد بن يعقوب وأبي عبد الله محمد بن قاسم بن زاكور ومحمد بن الصيني وصاحب " المنح البادية " وغيرهم. واستجاز له والده من البرهان الكوراني وأبي عليّ العجيمي وأبي عبد الله الخرشي وأبي محمد عبد الباقي الزرقاني فأجازوه، وهذا علو نادر. وسمع أحاديث الأولية بمصر عن المعمر عبد الرؤوف البشبيشي آخر تلاميذ أبي الحسن الاجهوري في الدنيا