إنكم قمتم بأمر جليل، وشأن يعجز عنه الكثير والقليل، وسرتم والناس نيام، وخلدتم ذكراً يبقى على صفحات الأيام، إلى يوم القيامة، ونفعتم عشاق العلم والدراية، نفعاً لا تطوى له في جميع الأقطار راية. ولقد رأينا والحمد لله من عظيم إطلاعكم، وجسيم اضطلاعكم، وسعة حفظكم، وطول باعكم، في العلوم الحديثية ما أنسانا ذكر من مضى وغبر، ممن برعوا في تلك العلوم كالبخاري وابن حجر ... الخ.
7
- وقال العلامة الجهبذ المشارك المطلع نادرة صقعه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الرافعي نزيل الجديدة حفظه الله من كتاب له طويل الذيل:
ازددت بما طالعت وتدبرت بمقامكم علماً على علم، وكان لي ذلك برهاناً على ما قدمته من وصفكم وما أنا واصفكم به، وإن جناب مجدكم جبل الرواية وعلم الدراية، ورأس التحصيل والمحقق في الإجمال والتفصيل، والمتنبه لما نام عنه غير واحد من النقاد، والمهتم بالفحص عما يعلي شأن الإسلام بين العباد، والذاب عن حمى السنة الطاهرة، بسيوف التحقيق الباترة، والمفني شبابه في إعادة تاريخ رجال الرجال، وأيمة النقد الذين تفتخر بهم كل الأجيال، مثل ابن عدي والدارقطني وعبد الغني المقدسي وابن عساكر وأبي موسى المديني وابن عبد البر وابن حزم وابن بشكوال والمنذري والدمياطي والمزي والذهبي والعلائي وابن حجر والسخاوي والسيوطي وأبي الفيض الزبيدي. فلعمري لقد أحييت مجدهم، وأسميت ذكرهم، وأعدت ذكراهم، ومثلت لنا تجسيماً وتشخيصاً تحقيقاتهم، بفنون الرواية في تحقيقاتك، وتحتوائهم حتى على شاذ ذلك وفاذه في استحواذك وإحاطتك. ولقد خدمت بفهرس الفهارس السنة المطهرة أولاً، وخدمت بها ثانياً وطنك المغربي خدمة صادقة بما أوضحت من تراجم كثير من أعلام المغرب وحفاظ الآثار وأصحاب