مقدرتهم ومعلوماتهم. وقد قال شيخ الجامع الأزهر علامة مصر أبو عليّ حسن العطار في إجازته لأبي حامد الدمنتي: " لما كان لكل زمان رجال، ولكل حادثة مقال، اقتضت الحكمة الإلهية أن يقوم في كل عصر من يدون لأهل ذلك العصر على شاكلة عقولهم، ويقرب إليهم كلام من تقدم على قدر قرائحهم وفهومهم، طلباً للتسهيل، وروماً للتحصيل " ... الخ كلامه. وأرى ان الناس لو بقوا في مجراهم لانقطع العلم من العالم الإسلامي فإن التدوين والنشر يجب أن يكونا على حسب حاجة الأمة وملكة الناشر والمدون، ومع ذلك يراعى حالة العصر وقوابل أهله في الجملة، وإلا فالنافع هو الذي يجب أن يؤثر بالاهتبال والحكم لله العلي المتعال (وانظر كتاب العلم من " شرح الإحياء " لدى حله ونقده لكلام المترجم في تحريم السيوطي الاشتغال بعلم المنطق) .
659 - ابن يس: هو الفقيه المسند الصوفي أبو عبد الله محمد بن العباس ابن الحسن بن محمد بن يس الجزولي السوسي محتداً، الفاسي داراً ومولداً، له ثبت نفيس في سلاسل الطرق سماه " المواهب القدوسية في أسانيد بعض المشايخ الصوفية مع بعض المصنفات البهية والمسلسلات النبوية " ذكر فيه روايته للطريقة القادرية عن الشيخ التاودي وعثمان بن محمد القادري البغدادي، كلاهما عن السمان والعارف العيدروس، وروايته لطريقة الخلوتية عن عبد الله الشرقاوي، لقيه بمصر سنة 1211 وكتب له الإجازة بها، وعثمان القادري، كلاهما عن الحفني، والنقشبندية عن محمد الأمين بن جعفر الصوصي قاطن أولاد عميرة بالرتب، وعثمان القادري، كلاهما عن الأمير الكبير، وزاد الأخير بالأخذ عن الحافظ مرتضى الزبيدي، والوزانية عن عثمان القادري وأبي الحسن عليّ بن أحمد الوزاني والتاودي ابن سودة، الأخير عن مولاي الطيب، والثاني عن أبيه عن جده بسنده، والناصرية عن عثمان القادري وأبي يعقوب يوسف بن محمد الناصري وعمه عبد الله بن عبد السلام بن يس