فهرس الفهارس (صفحة 1150)

إلا ذكره بإنكار ثم يقول لعنه الله، وكأنه ورث ذلك من شيخه الإمام العارف أبي محمد عبد الله بن عليّ فإنه كان له قدم راسخ في الزاهد " اه، ومن نسخة بخط أبن أخي اليوسي سعيد بن محمد بن مسعود نقلت، أتم نسخها من خط عمه مؤلفها سنة أربع ومائة وألف (1104) . فلعن التطافي للذهب المعدن المعروف لافتتان الناس به واشتغالهم به عن الله لا للسلطان المنصور السعدي المعروف بالذهبي قطعاً، ويؤيد ذلك وصفه لشيخ شيخه بالزهد، وكأن أحد الحاسدين للمنصور ودولته بعد انقراضهم دس على اليوسي ما قرأ للقادري واعتمده، وإلا فالمنصور من أعظم المفاخر بين ملوك المغرب، ودولته من خير الدول، فلعنة الله على الكاذبين. ولما رأيت هذه الفاضحة المخزية أردت التنبيه عليها في هذا الموطن ليتعلم الناس التثبت والتروي، ويرجعوا لما قرره الأيمة من شرط المقابلة في الكتب التي ينقل منها بصيغة الجزم، وأن تكون المقابلة على أصول مروية لئلا يكون الناقل عرضة للاغترار بالمدلسين والمزورين، وما أكثرهم في كل زمان، خصوصاً زماننا هذا، فإن الناس اليوم تهافتوا على نقل جميع ما يكتبه جميع الكتبة من غير تفريق بين ما يصح نقله وصدوره من قائله المنسوب له أم لا، والله أعلم.

والمترجم له ممن أفردت ترجمته بالتأليف، وهو جدير بذلك، لتمام مشاركته وسعة تبحره وطلاقة قلمه وقوة قلبه وشجاعته، وفي ترجمته من " نشر المثاني ": " وهو ممن يستحق أن يوضع في ترجمته مجلدات " اه.

وكتابه المحاضرات عجيب في بابه، غريب في ترتيبه وأسلوبه، وكأنه في ترجمة نفسه ألفه، بسبب ما كان وقع بينه وبين أبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي رحمهم الله، لما افتتح التفسير بالقرويين، والكتاب المذكور كاف في معرفة مقدار تصرفه وسيلان قلمه الزاخر، وأود لو وفق للتصنيف في التفسير أو لو وضع شرحاً على الموطأ أو أحد الصحيحين، ولكن بكل أسف إنه وغيره غالباً يؤلفون بحسب البضاعة النافقة في زمانهم لا على حسب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015