أحمد بن محمد الملقب المكني لنفسه ولإخوانه من أهل طرابلس ولأبي الحسن عليّ النوري الصفاقسي فأجاز لهم نظماً قال فيه:
أجزت لكم في كل ما قد رويته ... وما قلت قبل من نظام ومن نثر
كذا الرفقاء الماجدون تعمهم ... إجازتنا من قاطنين بذا المصر
كذا الماجد النحرير عين سفاقس ... أبو الحسن النوري ذو المجد والفخر
وحدثتكم في ذلكم عن شيوخنا ... ذوي العلم والعرفان والفضل والقدر
ومن شاء يستقصي ففهرسة لنا ... تضيء لهم كالنجم في الطالع الزهر
على شرطها المعتاد في كل دورة ... من الفهم والتحصيل والصدق في الذكر اه. ومما يستغرب أن شيخ كثير من شيوخنا المغاربة الفقيه المعمر الصوفي أبا حفص عمر بن الطالب ابن سودة حدث في مصر بحديث الأولية عن شيخه الأزمي عن التاودي ابن سودة عن ابن المبارك عن اليوسي عن الزرقاني شارح المختصر، وقد ساق هذه السلسلة الابياري في حاشيته على مقدمة القسطلاني معتمداً عليها، مع أن اليوسي إنما دخل مصر بعد موت الزرقاني الذي مات سنة 1099، وخروج اليوسي من فاس بقصد الحج كان بتاريخ يوم السبت 14 جمادي الثانية عام أحد ومائة وألف (1101) كما في رحلة ولده الذي كان مصاحباً له، فكيف يأخذ عنه ويسمع منه حديث الأولية، وابن المبارك اللمطي لم ير اليوسي وإنما دخل من الصحراء إلى المغرب سنة عشر ومائة وألف (1110) ، فلو ساقها من طريق (تو) عن ابن عبد السلام بناني عن العجيمي أو الكوراني كان أسلم وأوثق.
ومن نمط هذا ما وقع في الشرح الصغير للبرهان إبراهيم بن عليّ اللقاني المالكي المصري على جوهرته لدى قوله فيها في الشطر الثاني من البيت الثالث: " وقد حلا الدين عن التوحيد " أخبرني بعض أصحابنا الموثوق بهم أنه أخذ عني