التتائي الكبير وشرح الإمام بهرام الوسط وغيرهما، بل يحفظ ستين كتاباً من الكتب الكبار كمختصر ابن عرفة الفقهي، وهو ستة أسفار كبار جمع فيه أكثر المذهب، حتى إنه يذكر في بعض المسائل خمسين قولاً منسوبة لقائلها وأمثال ذلك، وأما التواليف التي هي كراريس قليلة يحفظ منها ما لا يحصى، كيف لا وهو يحفظ من ثلاث عرضات لا غير فحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين، ثم اشتهر بالحفظ وحدة الذهن وجودة الإدراك حتى عبر عنه شيخنا سيدي بركات بن باديس القسمطيني بقوله: " إنه عالم الربع المعمور " اه.
وفي حاشية الشيخ التاودي ابن سودة على الصحيح لما ذكر امتحان أهل بخارى لفخر بلدهما الإمام أبي عبد الله البخاري بقلبهم له الأسانيد " قلت: يشبه هذه القصة ما حكى لي بعض المصريين على الشيخ يحيى الشاوي، كان ظهر على أهل مصر بحفظه وذكائه، ثم كتب إليهم سلطان اصطنبول أن ابعثوا لي عالماً لمناظرة رجل ظهر هنا زعم أنه لا يقدر عليه أحد، فقالوا له: نبعث له هذا المغربي فإن ظهر عليه قلنا ليس منا، فبعثوه، فلما استقر به المجلس قال لهم: أنا فلان بن فلان فمن هذا قالوا: فلان بن فلان، ولهذا فلان ابن فلان ... الخ فمن أنا فلم يجد أحداً يحفظ نسبه " اه.
وقد ترجمه النور عليّ النوري الصفاقصي في فهرسته وحلاه ب " أشعري الزمان، وسيبويه الأوان، وقال: لم أر أسرع منه نظماً، قال: وقرأنا عليه شرح المرادي على الألفية، وكنا نصحح نسخنا على حفظه، ولما كتب لي الإجازة قال: مؤرخة بمجموع الاسم واللقب، فعددت حروف يحيى الشاوي فوجدتها 78 وألف وذلك هو التاريخ، فتعجبت من شدة فطانته " اه.
وترجمه الشهاب النخلي في فهرسته وعظم شأنه أيضاً، وذكر أنه أجازه بجميع مروياته ومؤلفاته، قال: منها الترجيح في بيان ما للبخاري من التصحيح