والتفكر في متشابهها والجمع بين متعارضها، وكيف امتزج أهل هذا الشأن بالسنة امتزاج اللحم بالعظم، فإذا ناموا ناموا وهم فيها يفكرون، وإذا استيقظوا اشتغلوا بها في حال فقرهم وسعتهم وسفرهم وحضرهم ومرضهم وصحتهم ومن صغرهم إلى كبرهم، فمن ذاق وجرب عرف وصدق، ومن استمرر ما يستحليه هؤلاء قاسهم عليه، ومن جعل الناس سواء ليس لحمقه دواء، فافهم.
شيوخ السيوطي: روى المترجم ورحل وكاتب أهل الأقطار البعيدة، أخذ العلم عن ستمائة شيخ، هكذا لتلميذه الشعراني في طبقاته الصغرى، والذي في ترجمته من " حسن المحاضرة " له وهو الذي لتلميذه الحافظ الداودي في ترجمته ونحوه في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " لابن العماد أنهم بلغوا إلى مائة وإحدى وخمسين، ورتبهم الداودي على حروف المعجم، ولكن الشعراني قال بعد ما سبق عنه من عدهم انه قد نظمهم في أرجوزة قال: وهم أربع طبقات:
[الأولى] : من يروي عن أصحاب الفخر ابن البخاري والشرف الدمياطي ووزيرة والحجاز وسليمان بن حمزة وأبي نصر ابن الشيرازي ونحوهم.
الثانية: من يروي عن السراج البلقيني والحافظ أبي الفضل العراقي ونحوهما، وهي دون التي قبلها في العلو.
الثالثة: من يروي عن الشرف ابن الكويك ونحوه، وهي دون الثانية.
الرابعة: من يروي عن أبي زرعة ابن الزين العراقي وابن الجزري ونحوهما، قال: وهذه لتكثير العدة وتكبير المعجم، ولم أرو عنها شيئا لا في الإملاء ولا في التخريج ولا في التأليف. وظفر بالأخذ عن أربعة من أصحاب الصدر الميدومي، وله في ذلك معاجم.