الحدث الجديد بحالات خبرية سابقة أو ملازمة أو متصلة الوجود على النحو المتقدِّم, وفي هذا النمط المقالي عند طه حسين يبين الأثر الصحفي المستفاد من قالب القصة الخبرية، على أننا نرجِّح أن اتجاهه إلى هذا النمط إنما هو أثر من آثار الأسلوب الاستقرائي الديكارتي في التحليل، وفي هذا النمط المقالي نجد أن صدر المقال يشتمل على أهم النقط الرئيسية المستخلصة من الدلالة الجديدة لموضوع المقال، كما أن هذه الدلالة الجديدة ترتبط ارتباطًا عضويًّا بعنوان المقال كما تَقَدَّمَ، ومن ذلك أيضًا مقال بعنوان:
- "مضاربة ... 1" يقول في مقدمته:
"يظهر أنها قوام سياستنا الرسمية في هذه الأيام، ليست مقصورة على القطن، وإنما تتجاوزه إلى غيره من المصالح العامة التي تعنى بها الوزارة, أو تشتغل بها الأحزاب المؤتلفة حول الحكم. فلم يكن صدقي باشا إلّا مضاربًا حين أنذر بالاستقالة من الحكم، وحين أقدم عليها. كان يرجو أن يربح فلم يظفر إلا بالخزان، ولم يكن صدقي باشا إلّا مضاربًا حين فَصَلَ من الحزب مَنْ فصل؛ ثم سحب قراره سحبًا، وارتاح لعودة المفصولين, وطلب إلى حزبه أن يرتاح.
"ولم يكن رئيس الوزراء إلا مضاربًا حين استقال من حزب الشعب، كان يقدِّر أنه سيضعف حزب الشعب أو سيضعف خصمه صدقي باشا رئيس حزب الشعب، فلم يبلغ مما كان يقدر شيئًا، لأن حزب الشعب لم يكن قويًّا فيضعف، ولأن صدقي باشا لم يستمد قوته في يوم من الأيام من حزب الشعب2".
وهكذا ينتقل من الدلالة العامة المستخلصة من الأحداث، إلى مناقشة الأحداث الملازمة والمتصلة الوجود بالحالة السياسية, والتي يستخلص منها هذه الدلالة التي طرحها في مقدمة المقال، ذلك أن "كل شيء يأتيه هؤلاء الناس الآن مضاربة تقوم على حب الخطر والمجازفة، وعلى اللعب بما في اليد من الورق، فقد يربح اللاعب، وقد يخسر, وما دام الربح ممكنًا فلا ينبغي التقصير في طلبه والسعي إليه3".
"ثم يختم المقال بنتيجةٍ تتفق مع الدلالة التي استخلصها في مقدمة المقال: