البشعة المنكرة، التي تضطرب في جو مصر الآن، فتملأه فسادًا وشرًّا, خليقة أن ترد عن هذا الجو، ليعود إليه شيء من الخير والصلاح!

"بلى, إنك لترى هذا الرأي كما أراه، وإنك لتحرص على أن يصفو الجو كما أحرص على ذلك، لتستقيم السياسة، وتصلح الأخلاق، ولكن مَنْ الذي يستطيع أن يذود هذه الطير المسفدة عن جو مصر؟ أحد رجلين: رئيس الوزراة حين يستقبل, أو النائب العام حين يأمر بالتحقيق"1.

ومن نماذج عنصر التشبيه والتمثيل أيضًا، مقال يشبِّهُ فيه اضطراب الجو الوزاري بالكهرباء، فيقول في مقال بعنوان: "كهرباء"2:

"لم تنتشر في الجو الوزاري كما انتشرت في هذه الأيام، فأصدقاء الوزارة وأولياؤهم يظلمون أنفسهم ويعيشون بعقولهم، إذ زعموا أن جوَّ الوزارة هادئ لا اضطراب فيه، صافٍ لا يشوبه كَدَر، وهم يظلمون أنفسهم، ويعيشون بعقولهم، إذا لم يعترفوا بأن الوزارة قد ضاقت بها السبل، وأخذت من كل مكان، وفسد الجو الذي تعيش فيه، وهي محصورة من كل ناحية، قد اضطرت إلى أن تقف موقف الدفاع، وموقف الدفاع الذي يستميت صاحبه ويستيأس، حتى لا يتحرَّج من الميل إلى الاستعانة بالعزائم والطلاسم والرُّقَى، وزيارة الأضرحة، والتصريح على قبور الأولياء"3.

وفي هذا النموذج الأخير نجد أنفسنا بإزاء كاريكاتير قلمي يقوم على الربط بين الصورتين اللفظية والمحسوسة أو الملموسة. وهذا النمط الكاريكاتيري يقودنا إلى العنصر الرابع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015