في أمور الشعب جهرة، ويوم تستشار الهيئات البرلمانية ولا يقتصر على تبليغها، والاستماع لما تقدّم من تحية وتهنئة وشكر وثناء.
"فإلى أن يأتي هذا اليوم الذي تجد فيه السياسة المصرية، فتضطرنا إلى أن نجد في فهمها وتفسيرها، بل في بذل ما نملك من جهد لتقويمها إن اعوجَّت، وتوجيهها إن انحرفت، إلى أن يأتي هذا اليوم يحسُن أن نبعث مع سياستنا العابثة. ستسألني متى يأتي هذا اليوم؟ لمن يدري؟ لعله يكون أقرب مما تظن فأظن، فلننتظر باسمين1".
ومن ذلك يبن أن هذا العنصر الكاريكاتيري في تجسيم العيوب يستمدُّ غذاءه من العقل والعلم2 والواقع، ذلك أن طه حسين يذهب إلى أن الجهل لم يكن في يوم من الأيام مصدرًا، "للخير، ولا وسيلة للإجادة، ولا طريقًا إلى البراعة الفنية. وما رأيك في مثالٍ يطمع في ابتكار الآيات الفنية وهو يجهل التشريح وما يتصل به من تكوين الجسم الإنساني، وما إلى ذلك من هذه العلوم التي لا سبيل إلى الإجادة الفنية بدونها؟! إن الإجادة الفنية إنما كانت أثرًا من آثار الشعور، ومظهرًا من مظاهر الحسِّ القوي والعواطف الدقيقة والخيال الخصب، فهي لغوٌ إذا لم تستمد غذاءها من العقل والعلم3". ويتوسَّل في تحقيق العنصر بأسلوبه الفريد الذي عُرِفَ به، وهو الأسلوب التصويري الذي يجنِّدُ له طه حسين طاقاته الفنية, وما يتمتع به من حسن عميق بمواقع الكلمات وجرسها ودلالاتها وإيحاءاتها، واستخدام هذا الأسلوب التصويري استخدامًا وظيفيًّا، يقوم على التشكيل الكاريكاتيري المتعمد والمقصود لأداء الوظيفة الاجتماعية للمقال.