Social Correctian1، ومن ذلك ما كتبه بعنوان: "مغضب"2: "وبعد فما أنت وذاك وما سؤالك والإلحاح فيه، قوم يقدمون لك الفكاهة ويسلون عنك الهم، ويسرونك إذا أصبحت, ويسرونك إذا أمسيت, فما ينبغي لك إن كنت حكيمًا إلّا أن تتفكَّه وتتسلى وتضحك، ولا تسأل عن أشياء إن تبد لك تحمل إليك السوء، فابتسم للأيام فإنها تبتسم لك عن ثغر جميل منذ تمخَّضت لك عن هذه الوزارة البديعة".
ومن ذلك تبين وظيفة الكاريكاتير في تقويم الحكم الدكتاتوري، من خلال السخرية الهادفة، ذلك أن هذه السخرية -كما يقول عن المصريين- هي "التي تحميهم من اليأس، وتدفعهم إلى المقاومة"3, ولذلك يتَّخذ طه حسين من الكاريكاتير في مقاله وسيلة تجعل منه سيفًا مصلتًا يسلطه المجتمع المصري على رقاب الخارجين على معاييره الإيجابية الجمعية, وكل من تسوّل له نفسه الخروج على هذه القوانين، على النحو الذي تشير إليه سخرية مقالاته الكاريكاتيرية من الخصوم السياسيين وغير السياسيين، وهي السخرية التي تقابل سلاح الجماعة في تأديب الخارجين عليها, حتى لا يجدون مناصًا من الجوع إلى حظيرتها.
ومن أجل ذلك يذهب المقال الكاريكاتيري إلى تصحيح أو تعديل -تلك الآليَّات الضارة التي تنطوي عليها الحياة الاجتماعية، كما يقول برجسون، وكما نجد في مقالٍ كتبه طه حسين بعنوان: "عوجاء ... "4, حين يقول:
"نعم. عوجاء شديدة الاعوجاج, ملتوية شديدة الالتواء, هذه الطريق التي يسلكها بعض الناس, يعلنون أنهم يبتغون بسلوكها وجه الله, فإذا هم يمضون إلى ما لا يلائم رضى الله ولا رضى الناس, وإنما يلائم أغراضًا واضحة وأغراضًا غير بينة، وأهواء أقل ما توصف به أنها لا تليق بكلام الناس"5. ويذهب من كاريكاتيره إلى تحليل هذه الظاهرة من ظواهر الحياة العامة، ويرجعها إلى "الأزمات السياسية والخلقية والاقتصادية التي تشقى بها مصر في هذه الأيام"6, ويحقق هذه الظاهرة في كثير من أنحاء الحياة المصرية7 "وما تسفر عنه من" انتشار هذا النوع من النفاق في حياتنا الاجتماعية، وانتشار هذا النوع من الفرق بين ما يقول كثير من الناس وما يعملون"8