ويظهر أن الأسلاك تضطرب بين الندرة والقاهرة1.
والشاهد في قوله: "يضطرب", فقد أصبح لهذا الفعل معنًى جديدًا في لغة السياسة في الصحافة المصرية.
وقوله: "فإذا أضفت إلى هذا أن الله قد سلَّط على مصر هؤلاء الإنجليز المقيمين في لندرة, والقابعين في وزارة الخارجية"2. معبرًا بذلك عن سلطات الاحتلال البريطاني في مصر.
وقوله: "وهو الذي جعل في مصر هيئات سياسية مختلفة تحترب فيما بينها وتقتتل"3, فاستخدام فعلي "تحترب" و"تقتتل" هنا استخدام صحفي.
وقوله: "يستمتع صغار الموظفين بالحرمان"4.
وقوله: "وكذلك تستقبل مصر هذا النبأ"5.
وقوله: "ويسكت رئيس الوزراء على هذا النبأ الثاني أيامًا6.
وقوله: "ما أجدر المصريين جميعًا ألا تخرجهم المحنة عن أطوارهم, وألا تكدِّر الأزمة ما كانوا يتعزون به من مودة وحب وصفاء7".
وقوله: "إنما النضال الصحيح يعصم الروح الوطني من الضعف"8.
وقوله: "وضع الوزراء أصابعهم في آذانهم".
وقوله: "فقد فتح باب الأزمة الوزارية مرات ثم أغلق9.. إلخ..
ومن ذلك يبين أن هذه الأساليب التي شارك طه حسين في استحداثها من خلال مقاله الصحفي، جاءت ثمرة للنزال الذي يسَّر اللغة، وابتعد بها عن لغة الأدب, وجعلها لغة صحفية عملية وظيفية، تخدم الوظيفة الإقناعية في النزال بصفة خاصة، ووظائف المقال الصحفي بصفة عامة.