للغته ونفسه وذوق قرائه1، والذي أذاع مقطوعات منه في"الأهرام", فرضي الناس "وسخطوا وأثنوا وعابوا"2، ولكنه يمضي في تجربته المقالية الجديدة التي أثمرت مائة ونصف مائة من هذه المقطوعات نشرت في "جنة الشوك" في الأربعينيات, أضاف إليها ما يقارب هذا القدر بعد توليه رئاسة تحرير جريدة "الجمهورية" في "الستينيات", ولعل في ذلك ما يجلعنا نذهب إلى أن العمود الصحفي قد نجح في تصوير شخصية طه حسين وأفكاره وتأمُّلاته, تأسيسًا على أن كاتب العمود يعتبر القراء بمثابة أصدقاء حين يفضي إليهم بكلِّ ما يخطر على باله, أو يجيش في صدره من أفكار دون تكلُّف, على النحو الذي تصوِّره صلة الصداقة الرمزية بين "الطالب الفتى" و"أستاذه الشيخ".