كانت الثورات تحدث بصورة منتظمة، سنة 1919م وسنة 1920م وسنة 1921م، وثورة البراق المشهورة سنة 1929م وقاد هذه الثورات الشيخ أمين الحسيني مفتي القدس، والذي غير كلية من أفكاره القومية بعد أن رأى واقع الإنجليز واليهود، وما حدث للخلافة في تركيا، وبعد ظهور أوراق المؤامرة للجميع، وأصبح الرجل - أمين الحسيني - من رموز فلسطين الثائرة.
وهو الذي ظل ينظم المسيرات، ويعقد المؤتمرات خارج وداخل فلسطين، ولكن مع كل هذا النشاط إلا أن طابع الثورات كان سلمياً إلى حد كبير، ولفترة طويلة، من سنة 1919م إلى سنة 1931م عندما هرب المفتي من البلاد؛ لمطاردة الإنجليز له، واستقر في لبنان.
بل إن الأمر كان لا يخلو أحياناً من مجاملات للإنجليز في الكلام والمؤتمرات؛ على أمل أن يستيقظ عدلهم، وهيهات! فعدل الإنجليز لم يكن نائماً، بل كان ميتاً، والموتى لا يعودون إلى يوم القيامة.