التعليق الثالث: هو ما ذكرناه في أول المحاضرة من أنه إذا اجتهدت في الدعاء ولم تأخذ بالأسباب الصحيحة فإنك لا تكون أهلاً للإجابة، فالتوكل هو حسن العمل مع شدة التعلق بالله عز وجل، والاعتقاد في قدرته وطلب المعونة منه سبحانه وتعالى.
أما إذا دعا الإنسان ربه دون عمل صحيح موافق للسنة فإن هذا يسمى تواكلاً، وهو ليس من الإسلام في شيء.
ولذلك فلعل العاملين لقضية فلسطين قد ضلوا الطريق سنوات وسنوات؛ ولذلك لم يستجب الله دعاءهم، ولو استجاب لهم لكان في ذلك هلكتهم، كالذي يدعو الله أن يوفق المفاوضين للضغط على اليهود حتى يأخذ المسلمون خمس الأرض يقيمون عليها دولة بلا سيادة، هذا لا يستجيب الله سبحانه وتعالى له؛ لأنه خالف الشرع وخالف ما يريده الله سبحانه وتعالى.
ثم يا أخي! ما أدراك قد تتحقق الإجابة وأنت لا تعلم.
ما أدراك أن طائرة تقصف فيُصد قصفها بدعاء رجل بسيط في غرفة منعزلة في قرية صغيرة في طرف من أطراف العالم! ما أدراك أن مخططاً يهودياً شيطانياً يدبر في الظلام، فإذا به يُحبط بدعاء امرأة عجوز أو طفل صغير في بلد قريب أو بعيد من فلسطين! ما أدراك أن حجارة تطلق من يد شاب مجاهد فتُحمل إلى رأس يهودي مسلح فتقتله كما قتل داود جالوت! وذلك بدعاء جماعة من المسلمين في قنوتهم، يدعون للمسلمين المجاهدين بالتوفيق، ويدعون على اليهود بالهلكة والزلزلة والتدمير!