فقه النوازل (صفحة 95)

مصطلحات أجنبية عن دينها ولغتها في جوانب الحكم، والقضاء،

والتعليم، ولغة الحياة العامة والسلوك. وغيرها متابعة بذلك سنة الإبعاد عن

كتب الشريعة وفقهها بتحنيط لغتها، وبذلك يستحكم الانفصام بين المسلم

وتراثه، ليكون رسماً لا معنى له، وصورة لا حقيقة له.

وبهذا تجسدت أمام المصلحين: نازلة المواضعات الأثيمة على

خلاف اللغة والشريعة، فصارت لكثرتها وشيوعها في مجالات: الحكم،

والقضاء، والتعليم، والعلوم، والفنون كافة: تُمثل لباساً فضفاضاً نسجته

أيدي العِداء فألبسته أمة الإسلام والعرب العرباء.

فكيف لا تستحي أمة تركض لبناء مجدها وهي مصرة على الحنث

العظيم إذ ترفل بلباس عدوها، متقمصة له في غاية ميادين حياتها راكبة

أثباج لجج هائجة من الفتن. ألم يعلموا أن بناء الذات قبل بناء الذوات

وأن التزام الداعية إلى ما يثني عقيدته عليه أساس متين للدعوة إليه. وإلا

فماذا؟

والله يعلم ماذا يلحق بالمسلم الناصح من عميق الآلام عندما يسود

شيء من هذا القتام، لكن هذا الاعتلاج لا يكفي بل لا بد من البيان

عماذا يراد بنا ونحن نيام، من تجليل الأمة بهذا الرداء الأجنبي عنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015