فقه النوازل (صفحة 481)

بيت الإبرة. وأما نجم القطب الشمالي فهو أضبط الأدلة لمعرفة الجهات،

لأنه ثابت لا يتغير موقعه في الشمال، فمن استدبره كان متوجهاً إلى

الجنوب، لذلك يجعله أهل الشام وراء ظهورهم في صلاتهم إلخ. فعلم

من ذلك أن أهل مصر يجعلونه خلف الأذن اليسرى، لأن قبلتهم بين

الجنوب والشرق. وحذو الشيء وحذاؤه مقابله وتجاهه لا خلفه، وإنما

يكون القطب حذاء ثقب الأذن اليسرى لمن كانت قبلته جهة الجنوب كأهل

المدينة المنورة وأهل الشام، وكذلك قال الفقهاء في الكتب التي نعرفها،

فصواب الشعر الذي ذكرتموه " خلف أذن يسرى " وإلا فهو خطأ.

وأما المحاريب في البلاد الإسلامية، فالمتواتر منها معتمد لا يحتاج فيه

إلى اجتهاد، وليس لأحد فيها رأي، ومنها محراب الجامع الأزهر، ولا يعتد

بقول من يخالف ذلك، ولا قول من يقول إن كتب الفقه محرفة - هكذا

على الإطلاق -، فكثير من كتب الفقه في غاية الضبط والإتقان وما يقع

في بعضها من تحريف النساخ أو المطابع فيعرفه الفقهاء، ومنها الأصول

المصححة على مصنفيها أو خطوطهم، والمتلقاة بالإجازة والتلقين أحدهما

أو كليهما: والله أعلم.

انتهى

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015