فقه النوازل (صفحة 5)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فلما كانت نازلة

إلزام القضاة بقولٍ مقنن أو مذهب معين من النوازل* التي تستدعي بحثاً

وتوجب اهتماماً؛ لأسباب متكاثرة يجمعها أمران:

أولهما: لأنه على القضاء تدور المحافظة على حقوق العباد، ورعاية

حرماتهم، ورد الظلامات بينهم، وعمران مدنيتهم؛ متى ما سار التقاضي

على وحي السماء، وهدي الشريعة الغراء، الكامن في الوحيين الشريفين:

كتاب الله تعالى وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

إذْ أن حياة الأمة مرتبطة ثباتاً ونمواً وارتقاءاً، بقدر ما تحييه من العمل

بالوحيين الشريفين. ويكون نقصها واختلال موازين الحياة فيها بقدر الفوت

من ذلك.

ثانيهما: ولأن فلكة التقاضي وفصل الخصام بعد فهم الواقع

للخصومات، واستقطاب النظر فيها هو فهم الواجب في الواقع، وهو كامن

في تطبيق أحكام الشريعة المطهرة على ذلكم الواقع في كل قضية بعينها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015