الخلاصة:
إن طريق إثبات أول الشهر شرعاً: بالإهلال أو الإِكمال، وأن إجماع
المسلمين منعقد على عدم الأخذ بالحساب في إثبات أوائل الشهور. وأن
الخلاف الحاصل: حادث، ثم هو ليس على إطلاقه بل هو مقيد عند من
قال به. ثم إنه وقعت في حكايته أغاليط، وأن كلمة المحققين والحفاظ
على أن الخلاف الحادث في هذا شاذ تنكبه الأئمة. والله أعلم.
أن هذه المسألة قد استهلكت من البحوث والدراسات الفردية
والجماعية وعلى المستويات الرسمية ما لو جمع لصار في عدة مجلدات.
ومنها بحثها في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة لمدة تزيد عن
عشرين عاماً وهي تدرس من جلسة إلى أخرى حتى أصدرت الرابطة أخيراً
قراراً لها في المجمع الفقهي المتضمن: أنه لا شك في اختلاف المطالع
وأن المسألة من مباحث العلم الخلافية. وأن أحوال العالم الإسلامي كما
هي معلومة على ما في كتاب (تبيان الأدلة في إثبات الأهلة) ص / 5،
50 - 52 وأن القول بعدم توحيد الرؤية هو مذهب الجمهور منهم الأئمة
الثلاثة فلكل قوم رؤيتهم والخلاف للحنابلة واختار جماعة منهم مذهب
الجمهور منهم شيخ الإسلام ابن تيمية. وأن حديث كريب مع ابن عباس
رضي الله عنهم في صحيح مسلم وغيره يفيد عدم توحيد الرؤية ... ولهذا
قرر المجمع على أن أهل كل بلد يتبعون ما يقرره أهل الفتوى فيهم. وأن
على المسلمين السعي إلى أساس توحيدهم وجمع كلمتهم في تحكيم
شريعة الله وإعلان الحكم بها قولاً وعملاً.