المبحث الثامن
في منابذته للشرع
وذلك من وجوه:
أولاً: حقيقة الشهر عند الفلكيين هي المدة بين اجتماع الشمس والقمر
مرتين بعد الاسترسال وقبل الاستهلال. وهذه المدة مقدرة عندهم بمقدار
واحد وهو (29) يوماً، (12) ساعة، و (44) دقيقة.
وتمثل هذه المدة دورة القمر حول الأرض أي دورته الاقترانية بالشمس
بحيث يكون القمر واقعاً بين الأرض والشمس تماماً. وعند اللحظة التي
يغادر القمر فيها وضع الاقتران أي ينفصل فيها القمر عن الدائرة الشعاعية
ويستمر إلى أن يجتمع معها مرة ثانية حينئذ يبدأ الشهر القمري الفلكي،
واعلم أن (الاقتران) عند الفلكيين هو ما يسمى بالمحاق عند المتقدمين،
واعلم أنه في: حال الاقتران، لا يرى القمر وذلك لأن نصف القمر
المضيء يكون في اتجاه الشمس. ونصفه المظلم يكون في اتجاه الأرض
ولكن عندما يتحرك القمر بعيداً عن وضع الاقتران يتغير وضع القمر بالنسبة
لسكان الأرض وتظهر حافة القمر لامعة والتي هي: قوس دقيق بشكل
هلال.
هذه هي حقيقة الشهر عند الفلكيين. وهذا مقداره عندهم.