المبحث الثاني
قواعد شرعية أمام البحث
التمهيد بين يدي البيان للحكم التكليفي، والحكم الوضعي لهذه
النازلة يعطي توطيناً للنفس بالوقوف على الحكم الشرعي بأمان من إبعاد
النجعة في الرأي. ولهذا فهذه قواعد شرعية، ومواصفات علمية تنير السبيل
في هذا البحث المهم الخطير.
القاعدة الأولى:
تواضع علم الناس وعملهم على أن عملية الإنجاب في سيرها
الفطري والشرعي تبدأ من التقاء عضوي التناسل بين الزوجين فيعلق حيوان
الزوج المنوي ببييضة زوجته أمشاجاً في رحمها في ذلكم القرار المكين،
لتنمو خلال عدة مراحل حيث تتكاثر الخلايا، وينفخ فيها الروح حتى
تنتهي عملية الحمل بولادة المولود (?) بإذن الله تعالى.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ
نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا
المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ
أَحْسَنُ الخَالِقِينَ} .
وقال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ