لكن الدكتور ديفيد واينبرايث ايفانز أخصائي القلب الذي ينتقد مفهوم
الوفاة الدماغية، يقول في هذا الشأن أن الدليل القائم الآن يكشف بوضوح
أن المانح لا يكون قد مات فعلاً، وأن الجراح يستبق الوفاة.
وقد عرض الدكتور ايفانز ما لديه من دليل في هذا الصدد على شقيقه
القاضي جون فيلد ايفانز، الذي علق بقوله: والحقيقة هي أن الجراحين
يستأصلون بعض " قطع الغيار " في وقت لا يكون فيه الشخص قد مات بالمفهوم الذي نستطيع أنا وأنت فهمه.
ويرتكز قلق المعنيين على جملة من الحقائق، من بينها أن " الجثة "
التي تستأصل منها الأعضاء تصدر ردود فعل حادة حين يحدث الجراح أول
قطع فيها، فمثلاً ترتفع إحدى ساقي " الجثة " في رد فعل دفاعي حين يغرز
الجراح مشرطه لأول مرة فيها وتنقبض عضلات البطن بشدة وعلى نحو
يعطل عملية الاستئصال ويتعين على الجراح أن يعطي " الجثة " العقاقير
التي تحدث شللاً في العضلات.
وثمة حقيقة ثانية تقول أن ضغط الدم ومعدل خفقان القلب في جثة
المانح قد يرتفعان ارتفاعاً حاداً حين تبدأ عملية الاستئصال. وارتفاع
الضغط ومعدل الخفقان يعطي للجراح مؤشراً مهماً إذا كان يجري عملية
عادية لشخص حي.