المؤمنين، وعلى لسانه، ثم يكون ذلك من إمام آخر آخر الدهر إن شاء
الله) . انتهى.
2- كما يروى في ذلك ما كان من الحوار، بين أبي جعفر المنصور
المتوفى سنة 158 هـ وبين الإمام مالك بن أنس المتوفى سنة 179 هـ.
كما ذكرها مسندة الحافظان: ابن عساكر (?) ، وابن عبد البر (?) .
وأسانيدها لا تخلوا من مقال؛ ففي بعضها الواقدي صاحب المغازي
محمد بن عمر بن واقد الأسلمي وهو متروك الحديث (?) ، حتى مال ابن
جرير إلى كون القصة وقعت بين المهدي والإمام مالك لا مع أبي جعفر.
ولما أراد أبو جعفر حمل الناس على رأي واحد قال له مالك كما في رواية
ابن عساكر: (لا تفعل هذا فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا
أحاديث وروايات وأخذ كل قوم منهم بما سبق إليهم وعملوا به ودانوا به،
من اختلاف الناس وغيرهم، وإن ردهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس
وما هم عليه، وما اختار أهل كل بلد منهم لأنفسهم، فقال: لعمري لو
طاوعني على ذلك لأمرت به) . انتهى.
وفي الرواية الثانية من طريق خالد بن نزار أن مالكاً قال: ( ... فقلت
يا أمير المؤمنين إن أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفرقوا في البلدان واتبعهم
الناس فرأى كل فريق أن أتبع متبعاً) . انتهى.