ومن فقه طفولته ويتمه في هذه المرحلة نلحظ ما يلي:
1 - شاءت إرادة الله تعالى أن يجعل نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - يتيما، حتى لا تتدخل يد بشرية في تربيته وتوجيهه كما قال الله تعالى لموسى {واصطنعتك لنفسي ..} (?) {.. ولتصنع على عيني} (?) فيكون الله تعالى هو الذي يتولى تربيته، ولا يتلقى أو يتلقن من مفاهيم الجاهلية وأعرافها شيئا، إنما يتلقى من لدن الحكيم الخبير.
2 - وحتى يكون من أفصح الخلق، كما قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما رأيت أفصح منك. فقال:: ((وما يمنعني، وأنا من قريش وأرضعت من بني سعد)) (?)، هيأ الله تعالى له تلك الرضاعة ليحمل إلى البشرية أفصح كتاب في أنصع بيان، واحتاج موسى عليه الصلاة والسلام وهارون وزيرا له ليبلغ الدعوة عنه {وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون} (?).
3 - وهناك في الصحراء حيث فصاحة اللسان، وسلامة الجسد وعافيته من وباء المدينة، كان كذلك شق صدره عليه الصلاة والسلام وإخراح العلقة السوداء منه وهي حظ الشيطان منه، ليكون ربانيا خالصا لله سبحانه، فلا أثر لشيطان جن أو شيطان إنس عليه، ويمثل مجامع الحمد في هذا الوجود.