4 - وعاد إلى مكة وقد خلص من حظ الشيطان لينعم بجوار والدته قرابة سنتين، فيلقى حنان الأم ويعاني بعدها فقدان هذا الحنان، ويشهد وفاة
أمه في الصحراء حيث يشهد يتما جديدا. وتحتضنه أم أيمن لقد أحسن عليه الصلاة والسلام بمرارة اليتم ذكرى بالنسبة للأب، لكن معاناة بالنسبة للأم، وبكى لفقدان أمه، ثم بكى لفقدان جده، كما شهدته الحاضنة الرؤوم أم أيمن، وبذلك يحس واقعا لا حديثا بآلام اليتامى وأنات المعذبين، فيكون أبا لكل يتيم في هذا الوجود، ويقول كلمته الخالدة:: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)) (?).
5 - ولقد من الله تعالى على نبيه بهذا الفضل: {... ألم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى} (?) وذلك وحد أن كرمه بأعظم ما يكربم به مخلوق {ولسوف يعطيك ربك فترضى} (?).
إنه ابتداء يتيم الأب والأم، فالله تعالى هو الذي آواه، وسخر له جده وعمه لتهيئة الجانب المادي، بينما كانت التربية النفسية الخلقية والفكرية تعهدا ربانيا، ورعاية إلهية، حتى ليشق بطنه، ويغسل بالثلج وماء زمزم بعد نزع حظ الشيطان منه بيد جبريل عليه الصلاة والسلام، وقد وجده الله ضالا فهداه. أو عندما ضل ولقيه ورقة بن نوفل آخذا بغصن شجرة. أو يوم بعثه جده ليحضر الإبل المفقودة وتأخر عنه.
أما الجوع والفاقة: