اليوم الأول من وفاة رسول الله (ص) تنعقد فيه إمامة الصديق رضي الله عنه.
واليوم الثاني يتم فيه تجهيز رسول الله (ص) ودفنه.
واليوم الثالث: تموج العرب بالردة. وتثار قضية أسامة. ويأتي دور القيادة الفذة في هذه اللحظات العصيبة. لقد بقيت المدينة ومكة والطائف على العهد. أما الأعراب من كل القبائل. فقد ماجوا بالردة ومنع الزكاة. (وقال الناس لأبي بكر: إن هؤلاء جل المسلمين والعرب على ما ترى قد انتقضت بك، وليس ينبغي لك أن تفرق عنك جماعة المسلمين. فقال: والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله (ص). ولو لم يبق في القرى غيرى لانفذته) (?).
وكانت الثمرة العظيمة للاتباع. أن رجفت كل قبائل الشام خوفا من جند محمد. الذين يبعثون جيشهم لملاقاة الروم، وهو الذي جعل الروم في ذعر. فما هذا الجيش الذي واجههم. بعد وفاة النبي (ص) إلا دليل على تمكنهم وقوتهم وقالوا: ما خرج هؤلاء القوم إلا وبهم منعة شديدة، فقاموا أربعين يوما، ويقال سبعين يوما ثم أتوا سالمين غانمين. خاصة. وكانت وصية النبي (ص) وهو على فراش الموت أنفذوا بعث أسامة .. فلم يخطر ببال خليفة رسول الله (ص) أن يتوان بالوصية لحظة واحدة. ومضى يشيع الأمير ماشيا، وهو الخليفة. ولا يأخذ عمر من جيشه إلا بإذنه. فيكون النصر الأول في الخطوة الأولى ليشهد عظمة الصديق في سداد رأيه. وصلابة موقفه وحزمه.