لا إله إلا هو لولا أبو بكر استخلف ما عبد الله ثم قال الثانية ثم قال الثالثة. فقيل له: مه يا أبا هريرة؟ فقال: إن رسول الله (ص) وجه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام. فلما نزل بذي خشب قبض رسول الله (ص)، وارتدت العرب حول المدينة. فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا: يا أبا بكر، رد هؤلاء، توجه هؤلاء نحو الروم. وقد ارتدت العرب حول المدينة؟ فقال: والله الذي لا إله إلا غيره لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله (ص) ما رددت جيشا وجهه رسول الله، ولا حللت لواء عقده رسول الله، فوجه أسامة. فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا: لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء عندهم. ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم. فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم، ورجعو سالمين. فثبتوا على الإسلام) (?).
وروى سيف بن عمر .. أن أبا بكر لما صمم على تجهيز جيش أسامة قال بعض الأنصار لعمر: قل له فليؤمر علينا غير أسامة فذكر له عمر ذلك، فيقال: إنه أخذ بلحيته وقال: ثكلتك أمك يابن الخطاب. أؤمر غير أمير رسول الله (ص)؟ ثم نهض بنفسه إلى الجرف فاستعرض جيش أسامة، وأمرهم بالمسير، وسار معهم ماشيا، وأسامة راكبا، وعبد الرحمن بن عوف يقود براحلة الصديق. فقال أسامة: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب وإما أن أنزل. فقال: والله لست بنازل ولست براكب، ثم استطلق الصديق من أسامة عمر بن الخطاب - وكان مكتتبا في جيشه - فأطلقه له، فلهذا كان عمر لا يلقاه بعد ذلك إلا قال: السلام عليك أيها الأمير) (?).