مانعو الزكاة:

قال القاسم بن محمد: اجتمعت أسد وغطفان وطيء على طليحة الأسدي. وبعثوا وفودا إلى المدينة. فنزلوا على وجوه الناس. فأنزلوهم إلى العباس. فحملوا بهم إلى أبي بكر. على أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة فعزم الله لأبي بكر على الحق. وقال: لو منعوني عقالا لجاهدتهم. فردهم فرجعوا إلى عشائرهم فأخبروهم بقلة أهل المدينة، وطمعوهم فيها. فجعل أبو بكر الحرس على انقاب المدينة. وألزم أهل المدينة بحضور المسجد. وقال: إن الأرض كافرة. وقد رأى وفدهم منكم قلة. وإنكم لا تدرون أليلا يأتون أم نهارا؟ وأدناهم منكم على بريد. وقد كان القوم يؤملون أن نقبل منهم ونوادعهم، وقد أبينا عليهم. فاستعدوا وأعدوا. فما لبثوا ثلاثا حتى طرقوا المدينة غارة مع الليل. وخلفهم بذي حسى حتى ليكونوا ردءا لهم. وأرسل الحرس إلى أبي بكر يخبرونه بالغارة. فبعث إليهم أن الزموا مكانكم) .. (وبات أبو بكر رضي الله عنه قائما ليله يعبىء الناس ثم خرج على تعبئة في آخر الليل .. فما طلع الفجر إلا وهم والعدو في صعيد واحد. فما سمعوا للمسلمين حسا ولا همسا حتى وضعوا فيهم السيوف، فما طلعت الشمس حتى ولوهم الأدبار .. وغلبوهم على عامة ظهرهم. وقتل جبال. واتبعهم أبو بكر حتى نزل بذي القصة. وكان أول الفتح، وذل بها المشركون، وعز بها المسلمون .. ورجع أبو بكر إلى المدينة مؤيدا منصورا، سالما غانما. وطرقت المدينة في الليل صدقات عدي بن حاتم وصفوان والزبرقان وذلك على رأس ستين ليلة من متوفى رسول الله (ص) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015