للمعادن النفيسة من الرجال والنساء فيضمونهم إلى ركب الدعاة فينتصرون للإسلام، وينتصرون به.
والمعنى الأدق من ذلك أن في صفوف الكافرين نماذج تحمل الصفات الخلقية الكريمة وذات مواقع حساسة من القوة في المجتمع الجاهلي، وشخصية الداعية التي تجذب هذه النماذج بخلقها وتضحياتها، وتغزوها في أعماقها. تدفع هذه النماذج من الكافرين إلى أن يكونوا حماة- للدعوة والداعية. ومن خلال مركز القوة الذي تملكه ومن خلال بعض الأعراف والقوانين الجاهلية، تستطيع أن تحتضن الدعوة، وتفسح لها مجال الحرية الطلق لتنمو، وإن كانت في عقيدتها على خلاف عقيدة الإسلام، أو تستطيع هذه النماذج الخيرة أن تحبط شرا يحيق بالمسلمين.
ومنعة العشيرة وشرف القبيلة فيما مضى، والذي كان يرعى الدعوة حتى تبلغ أشدها يمكن أن يظهر في عصرنا الحاضر بشرف النظام ومنعة القانون عند الذين يحرصون عليه من جهة وقد بهرتهم الدعوة من جهة أخرى، ولاقت جوهرا نفيسا عندهم وهم في مواقع المسئولية.
***