إنها معادن الرجال النفيسة التي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنها، وحين زال عنها الران وانكشفت الحجب. كانت تظهر بجودة جوهرها ونفاسة معدنها: «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» (?).

وعندما فقه العشيرة الأقربون، وعندما فقهت قريش أصبحت هي عز الإسلام وموطنه، والذائدة عنه والحامية له.

أما بنو المطلب وبنو هاشم، فقد مضوا في التاريخ جميعا من أهل البيت جزاء هذه المواقف العظيمة من نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قال عليه الصلاة والسلام «أما بنو المطلب فلم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام».

وأما قريش. فقد مضيا في التاريخ سادة المسلمين في الأرض. فالعرب لا تدين إلا لقريش.

والقرشية شرط أساسي من شروط الخلافة العظمى- علما أرجح الآراء اعتمادا على الحديث الصحيح-.

و «الأئمة من قريش، أبرارها أمراء أبرارها، وفجارها أمراء فجارها، وإن أمرت عليكم قريش عبدا حبشيا مجدعا فاسمعوا له وأطيعوا، ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه. فإن خير بين إسلامه وضرب عنقه فليقدم عنقه» (?).

وما أحوج الدعاة إلى الله تعالى اليوم أن يفقهوا هذا المعنى في تخيرهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015