وكفار بني المطلب على هذا الجهد ثلاث سنين- حتى كانوا يأكلون الخبط (?) وورق السمر (?) حتى أن أحدهم ليضع كما تضع الشاة كما في الصحيح) (?) - هذا الصبر بدافع العصبية القبلية. هو الأمر الذي يستحق العجب.
ولولا عظمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفوسهم وإجلاله في قلوبهم- على الرغم من ثباتهم على كفرهم- لما صبروا على هذا البلاء العظيم طيلة ثلاث سنين، وقد نزل بهم الجهد كما وصف سعد حالهم رضي الله عنه:
(خرجت ذات يوم أبول فسمعت قعقعة تحت البول، فإذا قطعة من جلد بعير يابسة فأخذتها وغسلتها، ثم أحرقتها ثم رضضتها، وسففتها بالماء فقويت بها ثلاثا) (?).
(وكانوا إذا قدمت العير مكة يأتي أحدهم السوق ليشتري شيئا من الطعام لعياله فيقوم أبو لهب عدو الله فيقول: يا معشر التجار: غالوا على أصحاب محمد. حتى لا يدركوا معكم شيئا، فقد علمتم مالي ووفاء ذمتي. فأنا ضامن أن لا خسار عليكم، فيزيدون عليهم في السلعة، قيمتها أضعافا حتى يرجع إلى أطفاله، وهم يتضاغون من الجوع، وليس في يديه شيء يطعمهم به) (?).