وأي فصل بين الحب والاتباع هو انحراف في المنهج. والذي نؤكد عليه مدى التفاعل والالتحام بين الجانبين. إن وجود الحب يقود قطعا إلى الاتباع والاقتداء. وإن التعبد لله بالاتباع والاقتداء يذكي مشاعر الحب، ويغذي شجرته {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين باذن ربها ويضرب الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} (?).
وحيث لا يتسع المقام لعرض التربية النبوية اليومية والمستمرة لأصحابه (ص). فهذا له مقام غير هذا المقام وسفر غير هذا السفر. لكن لابد من وضع النموذج الحي الذي يبرز ذلك التفاعل الأعظم بين أمام المربين عليه الصلاة والسلام، وجنده.
ونكتفي بعرض عشر نماذج متنوعة. تعطينا لمحة عن هذا الأمر:
1 - أبو حذيفة بن عتبة: عن ابن عباس أن النبي (ص) قال لأصحابه يومئذ: ((إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم قد أخرجوا كرها، لا حاجة لهم بقتالنا. فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقي أبا البخترى بن هشام فلا يقتله، ومن لقي العباس بن عبد المطلب عم رسول الله فلا يقتله. فإنه إنما أخرج مستكرها))) .. قال: فقال أبو حذيفة (ابن عتبة): أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخوتنا وعشيرتنا. ونترك العباس والله لئن لقيته لألحمنه السيف. قال. فبلغت رسول الله (ص)، فقال: لعمر بن الخطاب: ((يا أبا حفص)) قال عمر: والله إنه أول