7 - وإذا كانت كل غزوة تمثل مرحلة من مراحل الدعوة، فلقد كان فتح مكة إيذانا بدخول الناس أفواجا في دين الله (وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح، بادر كل قوم بإسلامهم) (?).
وإذا كانت الحديبية هي الفتح المبين الذي رفع عدد المسلمين من ألف وخمسمائة إلى عشرة آلاف يوم فتح مكة، فإن الفتح نفسه، قد رفع العدد إلى مائة ألف وزيادة يوم الحج الأكبر في حجة الوداع.
وكان فقه ابن عباس رضي الله عنهما للسورة الكريمة، إيذانا بأجل رسول الله (ص) حيث حقق موعود الله تعالى في الأرض، وسقطت الأصنام الثلاثمائة والستون المنتصبة في الكعبة، وأخرجت الأزلام وكسر هبل، وارتفعت راية التوحيد، وسقطت معظم المعسكرات المعادية للإسلام في الأرض، بعد النصر الذي تم على اليهودية في خيبر، والنصرانية في مؤتة، والمشركين في الفتح. يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (.. قلت هو أجل رسول الله (ص) أعلمه الله له {إذا جاء نصر الله والفتح}، فتح مكة، فذلك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم) (?).
8 - والطلقاء الذين عفا عنهم رسول الله (ص)، وهم مسلمة الفتح، مثلوا