ما لا قبل لكم به، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن).
وصحيح أن أبا سفيان فرد بفخر من قومه أن اعتبرت داره من دون الدور جميعا مكان آمن، لكن الصحيح كذلك، أن تغدو الدار التي كانت تجهز الجيوش لحرب محمد (ص) دار الإسلام لمحمد عليه الصلاة والسلام.
وكانت هذه الدورات الأربع كفيلة بتغيير البناء النفسي لقائد جيش العدو أبي سفيان، والانتقال به من ظلمة الكفر إلى واحة الإسلام وكانت هي صمام الأمان في تحطيم أية مواجهة للجيش الإسلامي المظفر.
فهل يدرك الدعاة إلى الله مدى الجهد العنيف الدؤوب المخطط الذي بذل مع أعدى العدو حتى غدا الولي الحميم، والداعية إلى الله ورسوله في قومه؟؟؟
6 - ومن القائد العام لقريش إلى قيادات الدرجة الثانية، التي انضمت تباعا إلى الإسلام، ولم تحتج إلى كل تلك المراحل التي مر بها أبو سفيان، فهي لا تملك العقد التي لديه، وكثيرها سارع إلى الانضمام للإسلام من أول هزة إيمانية اجتاحها، فعكرمة رضوان الله عليه، يغدو إنسانا آخر منذ أن قيل له وهو مقدم على ركب البحر (لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، ما ينجيني في البر إلا غيره، اللهم لك علي عهدا إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا فأضع يده في يدي فلأجدنه عفوا