وإني لأراهم سيهلكون قومك غدا) (?).

وهو الذي وصفهم بقوله: (جئتكم من عند قوم قلوبهم على قلب واحد، والله ما تركت منهم صغيرا ولا كبيرا ولا أنثى ولا ذكرا إلا كلمته، فلم أنجح منهم شيئا).

وبمثل هذا الصف تفتح الأرض كلها، لا مكة وحدها، وهذا الجيل وهذا الصف هو الذي حمل الراية بعد، وسار بالإسلام إلى أقصى الأرض مشرق ومغربا، فصبيه ووليده يدرك مهمته، فيقول الحسن والحسين، ابنا الأربع سنين: نقول ما قالت أمنا. وابنة قائد الشرك تطوي الفراش عن أبيها، فهل سمعت الدنيا بمثل هذا الجيل؟!

5 - لا بد من الوقوف بأناة عند أبي سفيان الذي مر بمراحل حتى وصل إلى الإسلام.

فلقد غزي وهو في غزة عندما قابل هرقل، وقال له: (فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين. وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظنه منكم فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عند قدميه) فكان جواب أبي سفيان وموقفه المعلن: (لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه يخافه ملوك بني الأصفر) (?).

أما الجواب والموقف الخفي فكان: (فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015