بأخذ الكتاب، ثم كانت محاسبة حاطب، ولقد تدخل الوحي لتحقيق الرجاء النبوي، فأعلم محمدا (ص) بالأمر حتى أخذ الكتاب وحيل بينه وبين وصوله إلى قريش. وأكد حاطب عذره، بأن الذي دفعه لذلك، حرصه على ماله وولده، وليس كفرا أو ارتدادا أو شكا بنصر الله، فهو واثق من انتصار رسول الله (ص)، ولئن كان حضوره بدرا قد شفع له أن لا يعاقب، لكن الحكم في القضية لا بد أن يعمم لجميع المسلمين في كل عصر ومصر، فهو ضلال عن سبيل الله، ولو لم يكن يدفع له إلا الحفاظ على المال والولد:

{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل} (?).

4 - واصطدام أبي سفيان بالصف الداخلي الإسلامي الملتحم أذهله وأفقده صوابه، ولقد توك لأبي سفيان حرية التحرك في داخل هذا الصف، حتى ليدخل على بيت رسول الله (ص) ويخلو بأم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي (ص) وابنة أبي سفيان، دون أن يكون رقيب واحد على هذه الخلوة.

ترى كم عظمة ثقة النبي (ص) بزوجه وجنده وصفه؟؟ فهو لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015