(ص) يوم الحديبية: ((أنتم خير أهل الأرض)) وكنا ألفا وأربعمائة) (?).

هذا الصف المسلم الذي يبايع على الموت، توقف المعركة، ويقر الصلح، ويقر رسول الله (ص) بنودا في ظاهرها انتقاص للمسلمين وددنية في دينهم، قد يتكلمون قبل أن يقول الرسول (ص) كلمته، ولكن بعد أن يقولها، فالسمع والطاعة، وإن كادوا ليتميزون غيظا من الألم. لكن هذا لا ينال من انضباطهم شيئا .. ويفقد ابن الخطاب رضي الله عنه توازنه وأعصابه، ويحتج ويأتيه الجواب: ((إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري)).

إن صفا بهذا المستوى العظيم يبايع على الموت، ولم يأت للحرب، ثم يلتزم بإيقاف الحرب لعشر سنين، في فترة واحدة لهو مؤهل أن يغير وجه التاريخ، وقد فعل.

ومن أجل هذا كان أصحاب بيعة الرضوان أفضل المسلمين في الأرض إلى قيام الساعة بعد أهل بدر.

وإن الدعاة إلى الله اليوم مدعوون إلى أخذ أنفسهم بالتربية والمجاهدة إلى أن يقتربوا من هذه القمة السامقة في تكوين القاعدة الصلبة، التي تحارب حين يحارب أميرها، وتسالم حين يسالم .. تحمل السلاح حين تؤمر، وتضع السلاح حين تؤمر .. طائعة على المنشط والمكره وأثره عليها، وعندما تبلغ القاعدة الصلبة هذا المستوي تكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015