المفاوضات.

إنها عظمة القيادة النبوية التي تسيطر على الموقف. وتواجه كل طارىء بما يناسبه، وعظمة الصف المسلم الذي بدا أمام هؤلاء في أعلى مستوى من الانضباط والطاعة والاستعداد للفداء.

4 - وإلى سفارة عثمان وبيعة الرضوان: فيقف المسلم أمام جرأته، حيث يمضي لمكة معقل الشرك والمشركين، ليبلغ رسالة رسول الله (ص)، والتزامه في رفضه الطواف حتى يطوف النبي (ص). ومثل هذا الجندي الفدائي، ما أن يبلغ رسول الله (ص) مقتله، حتى ليرى نفسه أن لا خيار أمامه إلا الحرب، إنها القيادة الفذة التي تخوض حربا من أجل جندي واحد بلغها مقتله.

ويعجب المرء أكثر لالتزام الصف المسلم كله، القادم للعمرة لا للحرب، فحين يدعو رسول الله (ص) للبيعة على الموت أو على عدم الفرار، لا يوجد في الصف كله من يعترض أو يناقش، إننا لو كنا في غير هذه الأمة لحقد الجنود على قائدهم أن جاء يورطهم في حرب لم يعدوا لها عدتها، وهم خارجون للنسك لا للقتال. وقد يعذر القائد واحدا أو اثنين أو أكثر، أما في الصف المسلم، في الألف والأربعمائة، لم يتخلف إلا منافق واحد لم يجرؤ على البيعة واختبأ في ظل ناقته، وحق لهؤلاء أن يكونوا خير أهل الأرض.

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال لنا رسول الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015