مؤهلة للتمكين في الأرض، والاستخلاف فيها، وتحقيق موعود الله بنصره وتأييده.
5 - وكانت الحديبية الفتح المبين: فظاهر الأمر ذلة للمؤمنين، في عودتهم عن مكة وقد صدوا عن البيت، وفي التزامهم برد من جاءهم مسلما دون أن يلتزم المشركون بمقابله، وفي إصرارهم على أن يمحوا اسم الله واسم رسوله من وثيقة الصلح، وقد تجسد هذا الغيظ مضاعفا بقدوم أبي جندل بن سهيل، وقد فر من المشركين للمسلمين، ويصرخ: يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني.
ورسول الله (ص) يقول: ((اصبر أبا جندل فإن الله جاعل لك فرجا ومخرجا)).
هذا هو ظاهر الأمر، للعقل البشري القاصر، أما أبعاده فكانت في ميزان الله غير ذلك:
(أ) فعن البراء بن عازب قال: (تعدون الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعد الفتح بيعة الرضون يوم الحديبية) (?).
(ب) (عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله (ص) كان يسير في بعض أسفار، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله (ص) ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه، وقال عمر بن الخطاب: ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول الله (ص) ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري