فلقد زاد الخوف المؤمنين إيمانا وتسليما، وزاغت عقيدة المنافقين قبل أن يزوغ بصرهم وقالوا: (إن محمدا يعدنا بكنوز كسرى وقيصر، ولا يأمن أحدنا أن يخرج إلى حاجته، أو لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط) (?).

ومثل هذه القوة وهذا الثبات رغم الهول والفزع موقف سعد بن معاذ من مصالحة غطفان على ثلث ثمار المدينة (قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منا ثمرة إلا قرى أو بيعا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا إليه وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا؟! والله ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم) (?).

5 - وكان رسول الله (ص) هو القمة التي لا يرقى إليها أحد في الثقة بالله، والثبات أمام العدو، فعندما بلغ النبي (ص) صحة نقض قريظة للعهد قال: ((الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين)).

وفي قلب هذه المحنة، وشدة هذا الهول، قال عليه الصلاة والسلام: ((إني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق، وآخذ المفتاح، وليهلكن الله كسرى وقيصر، ولتنفقن أموالهم في سبيل الله)) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015