وامتد انتصار المسلمين وأصدقاؤهم في كل الأرض العربية وغير العربية حتى وصل إلى النجاشي في الحبشة، كما روى البيهقي عن عبد الرحمن رجل من أهل صنعاء قال: أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر ابن أبي طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان (?) جالس على التراب. قال جعفر بن أبي طالب فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحالة، فلما أن رأى ما في وجوهنا قال: إني أبشركم بما يسركم، إنه قد جاءني من نحو أرضكم عين لي، فأخبرني أن الله تعالى قد نصر نبيه (ص)، وأهلك عدوه فلان وفلان، التقوا بواد يقال له بدر، كثير الأراك .. فقال له جعفر ما بالك جالس على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاق من الثياب؟ قال: إنا نجد فيما أنزل الله تعالى على عيسى (ص) أن حقا على عباد الله تعالى أن يحدثوا الله عز وجل توضعا عندما يحدث لهم نعمة، فلما أحدث الله تعالى نصر نبيه (ص)، أحدثت له هذا التواضع) (?).

(د) أما أثرها بالنسبة لليهود في المدينة، فقد غلى مرجل الحقد في قلوبهم، وأصبحوا يشعرون بخطورة الإسلام والمسلمين عليهم، وحرص النبي عليه الصلاة والسلام أن يستثمر هذا النصر لصالح الدعوة خاصة مع اليهود الذين يعرفونه كما يعرفون أبناءهم. والذين يعلمون أنه مرسل بالحق من عند الله، فجمع بني قينقاع كما ذكر ابن إسحاق (بسوق لهم قال: ((يا معشر يهود، احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015