السبعين من خيرة شبابها كذلك أما المنافقون الذين كانوا يتربصون بالمسلمين شرا، فنستطيع أن نشهد موقفهم من خلال هذه الحادثة:
(.. وقدم زيد بن حارثة على ناقة رسول الله (ص) .. يبشر أهل السافلة، فلما أن جاء المصلى صاح على راحلته، قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة. ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، وقتل أبو جهل، وأبو البختري، وزمعة بن الأسود، وأمية بن خلف، وأسر سهيل بن عمرو ذو الأنياب في أسرى كثير، فجعل بعض الناس لا يصدقون زيد بن حارثة ويقولون: ما جاء زيد إلا فلا (?) حتى غاظ ذلك المسلمين وخافوا. قال أسامة (ابن زيد) فسمعت الهيعة فخرجت فإذا زيد على العضباء جاء بالبشارة فوالله ما صدقته حتى رأيت الأسرى. وقدم زيد حين سووا على رقية بن رسول الله (ص) التراب بالبقيع، فقال رجل من المنافقين لأبي لبابة بن عبد المنذر: قد تفرق أصحابكم تفرقا لا يجتمعون بعده أبدا، وقد قتل علية أصحابه، وقتل محمد، وهذه ناقته نعرفها وهذا زيد لا يدري ما يقول من الرعب، وجاء فلا، قال أبو لبابة: يكذب الله تعالى قولك، وقال اليهود: ما جاء إلا فلا. قال أسامة بن زيد: فجئت حتى خلوت بأبي. فقلت: يا أبه، أحق ما تقول؟: قال أي والله حق ما أقول يا بني، فقويت في نفسي، ورجعت إلى ذلك المنافق فقلت: أنت المرجف برسول الله (ص) وبالمسلمين، لنقدمنك إلى رسول الله (ص) إذا قدم فليضربن عنقك. فقال: يا أبا محمد: إنما هو شيء سمعته من الناس يقولونه) (?).