3 - وكانت فرقانا بين الحق والباطل، على مستوى الكون كله؛ فالباطل يحشد جنده كلهم، وعلى رأسه إبليس الذي جاء بشخصه ليحضر المعركة. {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم} قال ابن إسحاق:

وحدثني بزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال: (لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي كان بينها وبين بني بكر، فكاد ذلك يثنيهم، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقه بن مالك بن جعشم المدلجي. من أشراف بني كنانة. فقال لهم: أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه. فخرجوا سراعا) (?).

وليؤكد لهم هذا الموقف فقد حضر معهم المعركة، كما فعل يوم الهجرة (ولما رأى إبليس ما تفعل الملائكة بالمشركين أشفق أن يخلص القتل إليه، فتشبث به الحارث بن هشام، وهو يظن أنه سراقة بن مالك، فوكز في صدر الحارث فألقاه ثم خرج هاربا حتى ألقى بنفسه في البحر فرفع يديه فقال: اللهم إني أسالك نظرتك إياي، وخاف أن يخلص إليه القتل) (?).

وفرعون هذه الأمة يقول:

(يا معشر الناس لا يهولنكم خذلان سراقة إياكم فإنه كان على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015