أما الجرائم الضخمة التي اتكبتها قريش في الكفر بالله، والصد عن سبيله - كما جاء في القرآن - ليؤكد طبيعة المعركة بين المسلمين والمشركين، أنها ليست معركة ساعة، أو أزمة شهر، أو صراع عام .. إنها معركة تمتد حتى يرث الله الأرض ومن عليها لتخرج من إطار الزمن والمكان والحادثة، وتدخل في أعماق التاريخ كله.
{... ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ..}.
هذا هو هدفهم؛ ومن أجل هذا الهدف، لا بد من الجهاد حتى تقوم الساعة، لإيقاف هذه الفتنة، فتنة الناس عن دينهم وقتلهم على رأيهم، واغتيالهم على عقيدتهم، ومهمة الجهاد في الإسلام هو تحطيم هذه الفتنة، وتحقيق حرية المعتقد في الأرض، بحيث لا يفتن فيها مؤمن عن دينه، أو يحال بينه وبين ربه ((والفتنة أكبر من القتل ..)).
ويكون الدين كله لله، وتكون الدينونة في هذه الأرض لله رب العالمين، في شرعه ومنهجه الذي ارتضاه لعباده. {... وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ..}.
3 - وكان التخطيظ النبوي في هذه السرية والسرايا التي سبقتها، أن تكون خالصة للمهاجرين، ليس فيها أنصاري واحد، وذلك لتحقيق أكثر من هدف، فالمهاجرون لا بد أن يشعروا ابتداء بقضيتهم، فلم يقدموا إلى المدينة لتكون بديلا عن مكة، إنما جاؤوا إلى المدينة لتكون عونا لهم في محاولة