يقاتل في الشهر الحرام ويستحل حرمته، أو هكذا أرادت قريش أن تصور الأمر. وهذه العصبة المؤمنة وعلى رأسها أمير المؤمنين (?) عبد الله بن جحش، تقف متقطعة الأنفاس تخشى الهلاك نتيجة هذا القتال؛ حيث لم يرض الرسول (ص) أن يستلم العير والأسيرين، إلى أن جاء الوحي، فحسم بين الفريقين.
يقول ابن القيم رحمه الله في تفسير هذه الآية:
(يقول سبحانه هذا الذي أنكرتموه عليهم وإن كان كبيرا، فما اركبتموه من الكفر بالله والصد عن سبيله وعن بيته، وإخراج المسلمين الذين هم أهله أكبر منه. والشرك الذي أنتم عليه، والفتنة التي حصلت منكم به ... أكبر عند الله من قتالهم في الشهر الحرام) (?).
ويقول ابن القيم كذلك:
(والمقصود أن الله سبحانه حكم بين أوليائه وأعدائه بالعدل والإنصاف، فلم يبرىء أولياءه من ارتكاب الإثم بالقتال في الشهر الحرام، بل أخبر أنه كبير، وأن ما عليهم أعداءه المشركين أكبر وأعظم من مجرد القتال في الشهر الحرام، فهم أحق بالذم والعيب والعقوبة، لا سيما وأولياؤه كانوا متأولين)) (?).