المعوزين، والتحكم بأقواتهم وحياتهم وجهدهم، كي تنمو الثروة في أيديهم، ومهمة القانون أن يبرر هذا الظلم والبغي والإجرام، فهم الذين يملكون التشريع كما يشاؤون.
7 - ولكني أعود فأحذر من صورة أخرى لا تقل خطورة عن ما سبق، ولا بد أن تأتي قرينة لها، هذه الصورة، هي أن يدخل في روع الدعاة إلى الله اليوم، أنه مجرد أن تتاح لهم فرصة الحكم والسلطة، ستعود صورة المجتمع الأول ماثلة في صفوفهم، وأنهم قد بلغوا في التربية والإعداد والتضحية والبذل شأو هؤلاء المهاجرين والأنصار. وكل الأمر متوقف على أن توسد لهم السلطة، ليولد فيهم أبو بكر وعمر من جديد، وأخص بالذكر الشيخين - رضي الله عنهما - لأن الغرور يصل بالدعاة أحيانا إلى حد الاستعلاء عن عثمان رضي الله عنه وأنه قد زل عن المنهج الإسلامي. أما هم ففي مصاف الصديق والفاروف. وأن الأمر انتهى عندهم ولم يعد أمامهم إلا أن يعملوا لإقامة دولة الإسلام. بينما هم في وقعهم العملي والتربوي، أقرب وألصق بهذه المجتمعات الأرضية القاصرة التي ذكرناها، وفيهم الذين يصطرعون على المال، ويصطرعون على الشهرة، ويصطرعون على السلطة، ويضعون الغلاف الإسلامي على ذلك. وقد يوجد بينهم من يتهم في أمانته، ويتهم في دينه.
يجب أن لا ننسى أن الأمر ليس أماني وتمنيات، وقد تكون هذه المجتمعات الأرضية بما ملكت من خبرة وصراع طويل قد وصلت إلى مستوى من الأمن والعدل والرفاه يعجز دعاة الإسلام عن الوصول إليه لو حكموا في هذه الأرض نتيجة فقدان هذه الخبرات، وأناشد الدعاة إلى