رب السموات والأرض.

إن الإسلام قد فرض الزكاة على المسلم بنسبة تتناسب مع نفسية البشر عامة، واستعدادها للإتفاق، وكانت الزكاة تتراوح بين ربع العشر والعشر، وكلما كان الجهد البشري أكثر كلما انخفضت النسبة، وهي التي لا يقبل المسلم بأقل منها. بينما نجد الآن هذه النماذج الرائعة التي تقبل وتعرض أن تقدم خمسين بالمائة من ممتلكاتها عن طيب خاطر لإخوتنها، وليست صوره فردية نادرة، إنما هي سمة عامة في هذا المجتمع الإسلامي الوليد، الذي لن يتكرر بعد في التاريخ.

4 - ويعرض رسول الله (ص) حلا يحفظ هذا المال بيد الأنصار، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ((تكفونهم المؤونة، وتقاسمونهم الثمرة)) وكانت رغبة رسول الله (ص) أن لا يغمس المهاجرون الآن في الزراعة والعمل، بل يبقوا على أهبة الاستعداد للمواجهة والجهاد والغزو. فهم الرصيد الذي يتحرك بهم لعملياته العسكرية خارج المدينة (?)، ويريدهم أن يتفرغوا لذلك، وقال إخوانهم الأنصار: سمعنا وأطعنا. وقرت عين إخوانهم المهاجرين بهم حتى يقولوا لرسول (ص): (لقد كفونا المؤونة، وأشركونا في المهنأ، حتى لقد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله).

ورضي الأنصاري أن يعمل، وتكون ثمرة عمله موزعة بينه وبين أخيه المهاجر.

5 - ولكن المهاجرين قبلوا هذا الأمر، وفي رحلة مؤقتة، ريثما يتعرفون على سوق المدينة ومداخل ومسارب التجارة فيها، والعمل التجاري بطبيعته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015