على أن تتمثل فيهم هذه الروح الأخوية.

2 - لقد أشرف رسول الله (ص) على هذه المؤاخاة بنفسه، وقال: ((تآخوا في الله أخوين أخوين)) ولم يكن الأمر وعظا عاما، وكلاما جميلا تبح الأصوات فيه، ولا ينتج عنه إلا الصدقة النادرة والمرتبطة بالمن والأذى. إنما كانت خطوة عملية حية، قام رسول الله (ص) بتنفيذها وتحديد التآخي المباشر بين كل أخ مهاجر وأخ أنصاري.

ولا بد أن يتعلم الدعاة من هذا الدرس ضرورة المعايشة العملية لقراراتهم، والسهر المباشر عليها، دون أن يكلوا تنفيذها حسب التسلسل، وينتهي الأمر بموت القرار في مهده.

3 - كان العرض القادم عند الأنصار، أن يتقاسموا الثروة بينهم وبين إخوانهم المهاجرين وهم الذين طلبوا ذلك، وقد ترك المهاجرون الأولون رضي الله عنهم أموالهم، وديارهم في سبيل الله، وجاؤوا بدينهم إلى المدينة ليشهدوا ميلاد دولة الإسلام، فاندفع إخوانهم الأنصار يعرضون عليهم أموالهم وأراضيهم ليكونوا فيها سواء.

وارتفع بعضهم فوق المستوى، فهو يعرض خير أرضه، وخير أهله، ويدع الاختيار لأخيه عبد الرحمن بن عوف، وشهد لهم القرآن بذلك: {والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنسفهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} (?).

وهل يحتاجون إلى ثناء من الناس بعد هذه الشهادة من خالقهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015