المدينة آخى بين المهاجرين بعضهم لبعض، وآخى بين المهاجرين والأنصار. آخى بينهم على الحق والمواساة، ويتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام، وكانوا تسعين رجلا؛ خمسة وأربعون من المهاجرين، وخمسة وأربعون من الأنصار. ويقال كانوا مائة: خمسون من المهاجرين وخمسون من الأنصار، وكان ذلك قبل بدر. فلما كانت وقعة بدر وأنزل الله تعالى: {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم} فنسخت الآية ما كان قبلها، وانقطعت المؤاخاة في الميراث. ورجع كل إنسان إلى نسبه وورثه ذوو رحمه) (?).
8 - (قوله تعالى: {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ..} عن ابن عباس أن رسول الله (ص) آخى بين أصحابه فجعلوا يتوارثون بذلك حتى نزلت: {... وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض} فتوارثو بالنسب) (?).
...
1 - لم يشهد تاريخ البشرية مثل المواخاة بين المهاجرين والأنصار في العهد الأول، فلم يتم الأمر من خلال القمع والإرهاب، ولا من خلال الاستيلاء على السلطة، والتأميم للأموال المنقولة وغير المنقولة - كما يعبر عن ذلك المعاصرون اليوم - لقد كان تشريع المؤاخاة الذي تم بإشراف الرسول (ص)، وبأقصى ما يملك المتآخون من رغبة واندفاع للتنفيذ. هي النموذج الحي للحكم على مستوى الدعاة في الأرض اليوم ومدى قدرتهم