حرج في هذا التسرع.

إننا يوم نقف هذا الموقف، وتتمثل بنا الهزيمة تلو الهزيمة، ونعيد الأسباب دائما لقوة أعدائنا وتكالبهم علينا، وأن الهزيمة التي تنزل بنا لم تقع لنقص في التخطيط، أو نقص في الإعداد، أو تسرع في الخطا.

نكون نحن الخارجين على منهح الله تعالى، ويكون توكلنا على الله تعالى الذي ينصر حزبه ويعز جنده ليس هو التوكل الصحيح الذي أمرنا الله تعالى به، ودعانا إليه.

فإمام المتوكلين على الله تعالى، وأتقاهم لله، وأخشاهم له، كان توكله على الله بعد أن أعد كل الأسباب التي يملكها في عالم البشر، ومن أجل الهجرة رأينا الإعداد يمتد شهورا، حتى أذن الله تعالى بذلك وهاجر.

وحين أدى ما يملكه في عالم الأسباب، ووقعت المحنة في شيء خارج عن طاقته وقدرته، كانت ثقته بالله لا تحد، وتدخلت المعجزة الربانية مرتين، فحمته بأضعف خلق الله من الجبارين والطغاة في المرة الأولى، وكان نصر الله تعالى في الغار، بجنود لم نرها، وأضعف جند الله قادر على تحطيم مخططات أعداء الله.

وتحول الفارس الفاتك بعد أن رأى هلاكه أمامه إلى صديق في المرة الثانية، يصد كل محالات الوصول إلى رسول الله (ص)، ومن حيث كان الخطر الأكبر، صار الأمن الأكبر.

(ولما رجع سراقة جعل لا يلقى أحدا من الطلب إلا رده، وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015